عوامل نجاح الفريق الهندسي

لا يمكن أن ينجح أيّ عمل هندسي و اي كان  إلّا وكان وراءه فريق قويّ، يعمل بانتظام والتزام على تحقيق نتائج مبهرة، إن أخطأ الواحد منهم في عمله بادر الآخر إلى تقويمه وجعله يساير النجاح، فما هي أهم مميزات فريق العمل الناجح للمهندسين الاتصالات، بداية من تكوينه إلى خطط عمله، وما هي أهم الأسرار والمهارات التي على كل فريق هندسي  أن يأخذها بعين الإعتبار؟

أولا: إختيار القائد

يعمل مدير المشروع الأول على تحديد قائد للفريق يناسب طبيعة العمل الموكل له من الناحية المعرفية، ومن ناحية المهارات، كأن يكون القائد صاحب شخصية قويّة قادر على المبادرة، وصاحب نفس واسعة وليونة تجعله يتقبل الجميع، صاحب لغة حوار جيّدة ومتحدث ماهر، قادر على خلق روابط بين فريقه والتنسيق فيما بينهم بالشكل الذي يناسب المشروع.

ثانيا: إختيار فريق العمل

في العادة يتم إختيار فريق العمل عن طريق المنشورات الإشهارية التي تطلب عاملين بمواصفات محددة، وأهم ما يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار في اختيار الأشخاص المناسبين للعمل هو:

1. التمكن المعرفي من المهمّة.
2. القدرة على تطوير المهارات الشخصية.
3. اللباقة وحسن التصرف.
4. الإنفتاح على الآخرين والرغبة في التحاور.
5. قابلية العدول عن الرأي إن كان خاطئا.

ثالثا: البيئة المناسبة للعمل

على صاحب المشروع أن لا يستغرب من النتائج السيئة إن كان لا يوفر جوّا مناسبا للعمل، كأن يكون مقر العمل بعيدا عن أماكن الضجيج والأشغال، كما عليه أن يوفّر كامل متطلبات الإنجاز من أدوات وأجهزة ضرورية، ويجب أن تتوفّر بالكم الملطوب أيضا، فعلى سبيل المثال إذا كان فريق العمل يحتاج إلى 20 حاسوب، فعليه أن لا يقدم لهم أقلّ من ذلك، إهمال أدق تفاصيل الإحتياجات في العمل قد يلعب دورا كبير في تأخير العمل وبث نفسية سيئة لدى الفريق.

رابعا: الهدف الواضح والمشترك

حسب كتاب “فريق العمل” للبروفيسور كارل لارسون والكاتب فرانك لافاستو، الفهم الجيد للهدف المسطر والايمان به وبضرورة تحقيقه من أهم أسرار نجاح فريق العمل، كما يجب أن يكون مشتركا بين جميع الأعضاء، أي أن يكون أول اهتمامهم قبل أهدافهم الشخصية، وهذا ما يتحمل مسؤوليته في الغالب قائد الفريق، ليزوّدهم بروح المسؤولية ويُفهمهم مدى أهمية تحقيق الهدف المسطّر.

خامسا: التواصل

التواصل الجيد بين أعضاء الفريق من أهم عوامل النجاح، فعلى قائد الفريق توضيح الرؤية للأعضاء من خلال وضع الخطط وشرحها، كما يقول جيلبرت إميليو المدير السابق لشركة آبل: “تطوير مهارات تواصل جيّدة ضروري جدا لقيادة فعّالة” ويتطلب الأمر أيضا من كامل الفريق أن يتبادلوا الخبرات والمعلومات فيما بينهم لتجنب تكرر الأخطاء السابقة، مما يسهّل في مساعدة بعضهم البعض.

سادسا: تحديد نقاط القوة

يتولى قائد الفريق تحديد الأدوار، كلّ حسب المهارات التي يتقنها ممّا يساهم في تغطية ضعف شخص ما بقوة الشخص السابق، و بالتالي بناء فريق مؤهل ومتناسق.

سابعا: الاستماع يولّد فكرة جديدة

على فريق العمل أن يفهم أهمية الإستماع للغير حين الحديث في مواضيع مهمة تتعلق بالعمل، بعض الأحاديث قد تجنّبه الكثير من المشاكل التي قد يصادفها مستقبلا، كما يساعد الإستماع إلى الغير في تطوير الإلهام بالحصول على أفكار مستوحات من أفكار المتحدث.

ثامنا: العصف الذهني

من أهم تقنيات العمل الجماعي المتقدم، تستدعي أن يقدّم كل فريق العمل آراءهم واقتراحتهم لحل مشكلة ما أو للحصول على نتيجة مناسبة، هي طريقة إبداعية جماعية، يُقبل من الجميع أن يقدّموا أفكارهم مهما كانت تبدو ساذجة أو غير منطقية، فيما بعد يصوّت الأشخاص نفسهم على مقترحات زملائهم في سرية تامة، دون أن يعرفوا أصحاب الأفكار التي يصوتون عليها، هذه التقنية تستدعي الكثير من المعرفة والتمكن، والقائد الجيّد هو الذي يعرف كيف يستغلها لصالح إنجاح العمل.

تاسعا: التشجيعات

يشرف مدير العمل على تكليف القائد بتحفيز المبدعين داخل الفريق عن طريق الترقيات، أو الهدايا غير المتوقعة، ما يجعلهم يشعرون بحب العمل وبالتالي القدرة على زيادة الإنتاج.

عمل الفريق يستدعي مهارات لا تتلخّص في مقال واحد أو كتاب، قد يساعدك الخبراء بتجاربهم السابقة، لكن على أية حال يبقى قائد المشروع هو الملمّ الأول بتطوير فريقه، دون أن ينسى إعطاء الأولوية إلى بث روح الإهتمام بالغير داخل الفريق، ويؤكدَ دائما على الإلتزام الدقيق بأداء المهام.